أين عقولنا !!
كثيرا كنت أفكر وأتخيل : كيف يخالف الشيطان ربه وهو يراه .. وكيف يعصيه وهو أمامه .. وكيف يكفر به وهو كان من جنده ؟
ثم أفكر كثيرا وكثيرا عن المسيخ الدجال وأقول انه مكتوب على جبهته ( كافر ) ومع ذلك :
صدقه الناس مع انهم يرون ظلمه وبطشه .. صدقه الناس مع انهم يرون كلمة كافر .. يصدقونه الناس بعد ما رأوا هيئته التي وصفها الرسول من 1400 سنة
كيف يكفر ابليس بالله وهو يعلم انه الله الذي خلقه وخلق ادم ... !!
وكيف يكفر الناس بالله .. وهم يعلمون انه الله وان المسيخ كافر طاغي .. !!
فرأيت الان وفي زمننا هذه .. وخصوصا في بلدنا مصر .. ان هذا أمر طبيعي وعادي جدا .. فقد صدق الناس من لا عهد لهم .. قد صدق الناس من سرقوننا .. صدقوا من نهبوننا .. وقتلوننا .. وكل ذلك امام أعيننا
رأيت انهم يصدقون من يخالف القرآن نصا وقولا وفعلا .. ويكذبون من يحفظ القرآن ويجادلهم في الدين لمجرد انه يخالفه في السياسه .
رأيت من يصدق من قمنا عليهم بالثورة .. فتحالفنا معهم لنقوم بثورة تانية ضد من قام معنا بالثورة الاولى
رأيت من يكذب الشيخ .. ويصدق المنافق ..
ويسب العالم .. ويحيي العاهر ..
ويضرب المتدين .. ويهنئ الكافر ..
رأيت كثيرا .. وياليتني ما رأيت !
كنا نعتقد ان الاعمى هو من فقد بصره .. لكن الاعمى هو من فقد بصيرته ..
وقام بإلغاء عقله ..
ونطق زورا ..
وفرح في موت اخيه ..
وتحالف مع أعدائه ..
ولعب به الشيطان ..
وخالف القرآن ..
وأغضب الرحمن ..
بعد هذا كله .. اكتشفت وافتكرت قول الله تعالى انه ( وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون )
فقد ظلمنا انفسنا قبل ان نظلم غيرنا .. وظلمنا عقلنا قبل ان نظلم أعيننا .. وظلمنا أعيننا قبل ان نظلم أسماعنا .. وظلمنا أسماعنا قبل أن نظلم إحساسنا .
وان قمت بإعادة قراءة الجملة السابقة .. .فتجد ان العدل قد مات .. !!
فأصحبنا على بعضنا أشداء .. وعلى غيرنا رحماء .. واتبعنا الاهواء
العقل واحد ... والخداع كثير !!
وهنا اكتشفت وتذكرت قول الرسول المعصوم ( سيكون هناك سنوات خداعات )
فالخداعات جاءت جمع .. لانها كثير .. اما العقل والمنطق والحق .. واحد ليس له أوجه
يا ايها الناس .. فقكروا .. اعقلوا الامور .. بدينكم قبل دنياكم .. اعقلوا الامور وانظروا مع أي صف تقفون .. !
لا اطالب ان تقف في صف أحد .. ولكن لا تقف في الصف مع الذين يخالفون الدين
فوالله أعلم جيدا .. انكم منهم براء .. وادعوا الله ليل نهار .. ان يحصنكم ويهدينا ويهديكم .. وان يجعل لنا من كل سوء حافظا وساترا .. وان نرى الحق حقا .. والباطل باطل !!
وفي النهاية أكتشفت أنه
قد كفر الشيطان بالله ... وآمن الناس به وبالمسيخ الدجال
فأين العقل يا سادة !!
